تراجع حركة السياحة في المدن الشمالية المغربية
في كل عام، تعتاد مدن شمال المملكة المغربية مثل طنجة، مارتيل، والحسيمة على استقبال أعداد كبيرة من السياح خلال فصل الصيف، حيث تشهد هذه المدن زخماً سياحياً كبيراً، خاصة في بداية شهر يوليوز. إلا أن هذا العام، تبدو الصورة مختلفة تماماً، حيث يعاني قطاع السياحة في المنطقة من تراجع حاد في أعداد الزوار، سواء من المغاربة أنفسهم أو من السياح الأجانب.
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة تداولاً واسعاً لعروض تأجير المنازل والشقق السكنية، حيث يسعى أصحاب العقارات لجذب الزوار بأسعار مغرية تتراوح بين 250 و 400 درهم يومياً. هذا التراجع الكبير في الطلب على الإقامة السياحية يعود بشكل أساسي إلى تراجع عدد السياح الداخليين والخارجيين الذين يقصدون المنطقة في مثل هذا الوقت من السنة.
ركود السياحة في المدن الشمالية يعكس واقعاً اقتصادياً صعباً، حيث لا تزال الشوارع خالية من الزخم السياحي المعتاد، والشواطئ لا تشهد الإقبال الذي كان متوقعاً. هذا التغير الجذري في المشهد السياحي يثير القلق بشأن تأثيره على الاقتصاد المحلي وسوق العقارات، حيث يعاني السماسرة وأصحاب الشقق المعروضة للإيجار من تدهور في الإقبال وبالتالي في الإيرادات.
سماسرة الشقق والملاك يتحدثون الآن عن “موت الحركة”، معبرين عن خيبة أملهم من ضعف الإقبال هذا العام. ومع استمرار تداعيات جائحة كوفيد-19 وتأثيرها السلبي على قطاع السياحة عالمياً، يبقى تحفظ الزوار والحذر من السفر ظاهرة مستمرة تؤثر سلباً على الصناعة السياحية في المنطقة.
تتطلب هذه التحديات استراتيجيات جديدة لتحفيز حركة السياحة وجذب الزوار إلى المدن الشمالية المغربية مستقبلاً، بما في ذلك الترويج للمنتجات السياحية المحلية بشكل أكبر والتفاعل مع الأسواق الدولية بطرق مبتكرة. وفي ظل التحديات الحالية، يظل الأمل معقوداً على تعافي القطاع السياحي مع بداية فصل الخريف وعودة الظروف الصحية إلى الأفضل.