"الأمن المائي والسيادة الغدائية" موضوع مؤتمر دولي بورزازات
أعلن المركز الدولي للواحات والمناطق الجبلية عن تنظيم مؤتمر دولي بورزازات حول” أي نموذج تنموي مستدام للمنظومات الواحية والجبلية وتثمين الرأسمال اللامادي؟” في دورته السّادسة، وذلك يومي 29 و30 يونيو الجاري.
أوضح المركز، في بلاغ له، أن هذا المؤتمر الذي”ينظّم بشراكة مع مؤسسات وطنية ودولية، سيشارك فيه أزيد من 300 باحث مغربي وأجنبي متخصصين في تدبير الموارد المائية، والفلاحة الواحية، والتغيرات المناخية ومنظومات محميات المحيط الحيوي، والتراث المعماري، والاقتصاد الاجتماعي والتضامني والسياحة البيئية واقتصاد الهجرة والطاقات المتجددة والتنمية المستدامة”.
وأشار التنظيم ذاته، أن هذا اللقاء الذي يأتي تحت ”شعار الأمن المائي والسيادة الغذائية وتثمين الرأسمال الثقافي اللامادي بإفريقيا، رهانات استراتيجية للتنمية الذكية بالواحات والمناطق الجبلية”، سيعرف مشاركة ممثلي القطاعات الحكومية، والمؤسسات العمومية وهيئات المجتمع المدني ومنتخبين ومنظمات دولية وإعلاميين، وكذا ممثلي السفارات الأجنبية بالمغرب.
وأبرز البلاغ أن هذا الملتقى الدولي سيعالج عدد من المحاور منها محور الموارد الترابية بالواحات والمناطق الجبلية، الإمكانات والتحديات بواحات جهة درعة تافيلالت والواحات المغاربية والمجالات الافريقية والأورومتوسطية، ومحور الإجهاد المائي، التحديات والرهانات: تجارب ومقاربات استراتيجية لمواجهة إشكالية شح المياه.
كما سيعالج هذا الملتقى كذلك محاور ٱخرى منها محور الفلاحة العائلية والتضامنية والتشغيل بالواحات والمناطق الجبلية، علاوة على محور تدبير محميات المحيط الحيوي، واستراتيجيات تأقلم الواحات والمناطق الجبلية مع التغيرات المناخية والإكراهات البيئية.
ومن المرتقب، أن يعالج هذا اللقاء كذلك محور السياحة التضامنية وتعزيز الجاذبية الترابية بالواحات والمناطق الجبلية، ومحور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وتسويق الموارد بالواحات والمناطق الجبلية، ومحور تثمين التراث الثقافي المعماري والرأسمال اللامادي بالواحات والمناطق الجبلية، ومحور الطاقات المتجددة وتنمية الاقتصاديات الخضراء في الواحات والمناطق الجبلية.
وسيتناول هذا اللقاء الهام أيضا محور المقاربة الجهوية وتثمين الموارد الترابية والتنمية بالواحات والمناطق الجبلية: نماذج ومقاربات، ومحور دور الرأسمال المهاجر في التنمية والاستثمار في الاقتصاد المحلي بالواحات والمناطق الجبلية، ومحور المجتمع المدني (الجمعيات، التعاونيات) والدينامية التنموية، تقديم المرافعات، الانخراط في المشاريع المذرة للدخل.
وسيكون دور السياسات العمومية، والتشريعات والقوانين الوطنية والدولية في حماية الواحات والمناطق الجبلية، ودور المرأة في التنمية المستدامة بالمجتمعات الواحية والجبلية، ومساهمة البحث العلمي في بلورة نماذج تنموية لاستدامة الواحات والمناطق الجبلية، محاور لتأتيث هذا المؤتمر العلمي الهام.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الدكتور عزيز بن الطالب، رئيس المركز الدولي للواحات والمناطق الجبلية، إن “هذا المؤتمر يهدف إلى مناقشة إشكالية الاجهاد المائي والبحث عن تدابير مبتكرة لتحقيق الأمن المائي وتلبية الطلب على المياه الصالحة للشرب، وكذا مياه الري لضمان السيادة الغذائية”.
وأوضح الدكتور بن الطالب في تصريح لـ“إف إف إم” راديو، أن “هناك طموحا من هذا الملتقى الهام لإبراز البعد التاريخي والحضاري والثراء الثقافي والسياحي الذي تزخر به المجالات الواحية والجبلية، من تراث ورأسمال لامادي ومؤهلات يمكن استثمارها في التنمية المستدامة”.
وأشار المصدر ذاته، أن “هذا الملتقى الدولي علاوة على ذلك، يسعى إلى إبراز مدى أهمية تثمين الموارد الطبيعية والثقافية وتأهيل الرأسمال البشري بمختلف تجلياته في بلورة نماذج تنموية جديدة ومستدامة للحفاظ على هذه الواحات المصنفة كتراث عالمي للإنسانية بالجنوب الشرقي للملكة المغربية”.
ولفت إلى أن “تثمين الموارد المحلية بالواحات والمناطق الجبلية، من شأنه أن يكون منطلقا لإدماجها في الاقتصاد الوطني والإقليمي وحتى العالمي، مما سيكون له انعكاس إيجابي على التنمية الترابية”.
وختم المتحدث ذاته تصريحه بالقول، أن “هذه الصّيغة ستمكّن هذه المناطق من خلق نموذج اقتصادي تنافسي، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة المحافظة على الخصوصيات الثقافية والمعمارية وصون التوازنات البيئية بهذه المجالات الهشة والغنية بتراثها المادي واللامادي”.
يُشار إلى أن هذا المؤتمر يأتي بشراكة مع مؤسسات وجامعات وطنية، منها الكلية متعددة التخصصات بورزازات والكلية متعددة التخصصات بالرشيدية، والمجلس الإقليمي لورزازات، والغرفة الفلاحية لجهة درعة تافيلالت، والبرنامج الوطني للتثمين المستدام للقصور والقصبات بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.
كما يأتي كذلك، بشراكة مع وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون، ووكالة الحوض المائي لزيز غريس كير بالرشيدية، والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة “قطاع الثقافة” بورزازات، والمديرية الإقليمية لوزارة السياحة بورزازات، والمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية الفندقية والسياحية بورزازات.
جدير بالذكر كذلك، أن هذا الملتقى ثمرة تعاون مع مؤسسات وجامعات دولية، على رأسها مركز الدراسات حول الآثار والفن وعلوم التراث بجامعة كويمبرا بالبرتغال، وشعبة تاريخ الوسيط والعلوم وتقنيات التأريخ بجامعة غرناطة بإسبانيا، والجامعة الإسلامية مينسوتا الأمريكية بالسنغال، وجامعة افريقيا الفرنكو عربية بمالي، وجامعة محمد غوني ميدغري بنجيريا، وكلية العلوم الاقتصادية والتدبير بجامعة الفرقان بساحل العاج.